لا أعلم كيف أبدأ التدوينة، كنت محتارة بين فكرتين أدوّن عنهما ولكني الآن اكتب عن موضوع آخر تمامًا -اختارني ولم أختره-. بينما أبحث عن صورة معينة رأيت صورة التقطتها عن طريق “iPad ” (الجيل الأول) وهذه الصورة كفيلة بتذكيري بكل المواقف الجميلة التي عشناها سويًا في هذه الفترة وذلك المكان.
لماذا أحب هذه الصورة؟ هل لأن “الإندومي” ما زال يجمعنا كعادته؟ أم لأن هناك الكثير من الصور المشابهة لهذه حتى عامنا هذا؟ لا أعلم، والحقيقة أني أكره هذا النوع من الأطعمة ولكني أستطعمه في مثل هذه اللحظات -مع بنات عمومتي- ولا أرفضه، ليلى تحبه حارًا وسجى تضيف عليه السمسم وأسماء تضيف الجبن.
في بيت القرية، كل زاوية لها ذكراها، مثلًا السطح كان يستخدم لتبادل الأسرار الخطيرة بيني وبين سجى، كنا نطرد الأطفال حينها كلّما اقتربوا من مكاننا، اسألني من هم الأطفال في تلك الفترة سأقول لك هم كل من يصغرني بسنتين -شوفة نفس-، بالإضافة إلى عملية التجسس على أبناء القرية، ماذا يفعلون ولأين يذهبون؟
أنتقل بكم إلى المخزن، مخيف ليلًا آمن صباحًا، رائحته في أنفي حتى الآن، كانت توجد به ثلاجة مليئة بالبيض والحليب والكثير من الأرفف التي تحتوي على البطاطس والبصل والدقيق وغيرها، وبكل تأكيد شبس تسالي وعلب السنتوب المخبئة هناك، كانت جدتي تخبئها وتوزعها علينا بعد الإنتهاء من الوجبة الأساسية. المخزن المكان المفضل للإختباء حينما نلعب (لعبة طِش).
والمزرعة، المزرعة تحتل الجزء الأكبر من طفولتنا، هناك مشهد عالق في ذاكرتي لجدتي وهي تقطع لنا الرمان لتطعمنا منه، لا أنسى لونه الأحمر ولا طعمه الحلو، لم أرى مثله حتى الآن. أو تلك اللحظة التي كنا نقطف فيها الجوافة من شجرتها حينما نتعب بعد اللعب الطويل.
شجرة التوت أجمل شجرة في المزرعة، كبيرة جدًا وأوراقها كثيرة والتوت فيها متنوع، بعضه ناضج يثير الشهية للأكل والبقية منه لم تنضج بعد. أتذكر جيدًا كيف كنا جميعًا نقطف الناضج منه ونضعه في صحن تحمله سجى حتى تصنع لنا مثلجات التوت، اتضح لي الآن وأنا اكتب لماذا سجى طباخة ماهرة!
كنا نلعب لعبة اسمها (العجوز)، أحب حينما يكون دور العجوز على سجى أو عمور، فكرة هذه اللعبة هي كالتالي: بعد أن نختار من يمثل العجوز، نذهب إلى دائرته الوهمية – حددناها مسبقا- نقوم بالتعدي على دائرته برمي الحجر وإزعاجه حتى يخرج من دائرته حاملًا بيديه عصاه ويركض ركضة كبير السن يتصرف مثله، كنا نتعمد الركض في هذه المزرعة لكثرة النزول والصعود فيها وصعوبة الجري فيها.
أختم بهذه الصورة
اكتشاف المزيد من إيثار نزار
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.