مذكرة – نشاط كرنفال الشعوب

هلا قارئي العزيز، أسباب كتابتي لهذه التدوينة كثيرة وأهمها هو -تحليل الفلوس الي دفعتها بوقت طفرة- ولم اكتب للمدونة سوى بضع تدوينات، فقررت قرار جديد فحواه أنني لن أقنن مواضيع المدونة ولا بأس بالكتابة عن بعض يومياتي وأحداثي الشخصية -نسمح للخصوصية ترتاح شويه- وأحدثكم عن أكثر نشاط كنت متحمسة جدا لتفعيله وفعّلته الحمدلله.
 قبل شهرين وتحديدا فترة الإختبارات النهائية للفصل الأول، حدثتنا مسؤولة الأنشطة عن نشاط كبير كان اسمه سابقًا (كرنفال الشعوب) فكرته هي تمثيل الدول الأخرى والتحدث عنها وفق محاور معينة تحددها وكالة الأنشطة، كل كلية ستمثل دولة مختلفة، على الفور اقترحت دولة فلسطين -لحاجة في نفس يعقوب- وبعد عدة أيام اتفقت المجموعة على اقتراحي الرائع وتم اعتماد دولة فلسطين بيننا كمجموعة، كنت متحمسة جدًا لدرجة أني اشتريت الكوفية والعلم الفلسطيني وشعار الدولة قبل أن يتم اعتماده سميًا.
مرحلة التحضير:
نحن الآن عبارة عن أربع لجان وكل لجنة لها قائد وفريق، وهذا النشاط سيتم بالتعاون بيننا كلجان وكان هناك شرط بغيض وهو ألا يزيد عدد المشاركات عن ٧ طالبات، شاركت ثلاث لجان وقسمت المحاور بيننا، اخترت منها محور (المعلومات التي تشتهر بها الدولة)، وبعدما زممت كل ما سبرت لأسبوع كامل اعتمدت أخيرا المعالم التي سأتحدث عنها وما يتفرع منها من قصص تاريخيّة مرتبطة بالمكان، وحرصت جدًا ان تكون صور المعالم واضحة وجميلة حتى اجذب الطالبات لسماع القصص.
في البداية كنا ثلاث طالبات -قائدات اللجان- إيثار ودعاء وربا- كنا حريصين على أن ننجز أكثر المطلوب بنفسنا حتى نستطيع في وقت الضيق أن نشرك طالبات أخريات للنشاط دون تجاوز ذلك الشرط، ولكم أن تتخيلوا أنه في نهاية المطاف تجاوزناه حتى أن هناك صديقتين من خارج نطاق الجامعة ساعدننا في إنجاز النشاط بشكل مثالي ولن تُنسى هذه المبادرة الطيبة أبدًا.
 الكثير لكي ينجز، هناك إعداد المحتوى التثقيفي (أهم معالم فلسطين، الزي الفلسطيني، الأعشاب الفلسطينية وفائدتها الصحية / فلسطين من ناحية طبية)، المحتوى الترفيهي (الدبكة الفلسطينية مسابقة عصير البرتقال، مسابقة اللهجة الفلسطينية، الرسم على الوجه، زاوية للتصوير)، الديكور ( العلم، قوس البالونات، الطاولة، واختيار أفضل زاوية لعرض النشاط)، الأكل الفلسطيني (الكنافة النابلسية، المسخن، شاي الميرامية، الزعتر والزيتون، زيت الزيتون….)، التوزيعات/ الهدايا (باقات الأعشاب الفلسطينية، الزعتر)، واخيراً السماعات – وهو امر لم أفكر فيه حتى أخبرتني مسؤولة الأنشطة بتجيز قائمة الأغاني- أغاني؟؟
 اعترف أني كرهت نفسي مرارًا لمشاركتي في هذا النشاط ولولا تذكري لهدفي لكنت استسلمت وارتحت، مشاكل كثيرة (لا توجد ميزانية، من أين نأتي بزي فلسطيني؟، لا نعرف كيف تكون الدبكة ولا يوجد من يعرف أو يود المشاركة، لا توجد أعشاب مناسبة لعمل الباقات، والأكل الفلسطيني من أين نوفره؟) هذه الأمور من ضمن المحاور التي سنقيّم عليها ووجودها مهم جدًا.
كان النشاط بالنسبة لي فرصة رهيبة لتوجيه الأنظار على فلسطين، كنت أرغب بالتحدث عن فلسطين دون ذكر الإحتلال، كيف هي جميلة ومشرقة وفيها الكثير لنكتشفه وكيف كانت ستكون لولا هذا الكيان الصهيوني اللعين، استخدمت كل أفكاري لجذب الطالبات وتعريفهم بكل ما أعرف عن فلسطين، وفي كل مره تظهر لي مشكلة يأتي الحل سريعًا – تيسير من اللّٰه والله الحمد والمنه.
موعد النشاط يوم الخميس، والحمدلله توفرت الميزانية وأعدنا تقسيم المهام مرة أخرى، اشترينا الأطعمة الفلسطينية، لجين استأتي لنا بالمسخن والكوفيات والعلم ، تكفلت سديم بأحضار الكنافة صباح الخميس لتأتي طازجة وساخنة، أعدت ربا باقات النعناع وهدايا الزعتر، جود سترسم على وجوه الزوار، دعاء العبقرية فكرت وقالت طالما لا يوجد من يشارك في عرض الدبكة الفلسطينية سنقيم مسابقة تنافسية بين منسوبات الجامعة يوم النشاط باسم (أفضل دبكة فلسطينية) وهكذا نكون ضمنا تفعيل واحدة من المحاور المهمة، لجين٢ ولجين٣ ولجين ٤ شاركن في إعداد الديكور وتقديم الضيافة، وسيلة ويسرى ويارا ساعدن في إنهاء ما تبقى من مهام صباح الخميس، والكثير من الأسماء تواجدت يوم النشاط لتنظيمه وترتيبه.
بالمناسبة، لجين ١ وسديم خريجات، سبب مبادرتهم ومشاركتهم كان لنفس الهدف الذي سعيت لأجله، وصديقاتي شاركن رغم معرفتهن بأن أسماءهن لن تحتسب، ومتجر الكنافة على غير عادته قرر أن يبدأ عمله قبل موعده الرسمي حتى يتسنى له تجهيز كنافتنا قبل موعد النشاط!
اليوم المنتظر :
 ربما رؤيته على المقطع أفضل ولكن لأتحدث عن تقييمي الشخصي، أراهن على أن كُليتي كانت أفضل كلية على الإطلاق، بغض النظر عن المحاور الأساسية (أشهر المعلومات، الناحية الطبية، العروض الفنية، الأكل والزي)، كنا مختلفين ورائعين جدًا، وسائل الجذب لدينا أفضل وأقوى! قوس البلالين، الديكور، زاوية التصوير، مسابقة عصير البرتقال واللهجة الفلسطينية، الرسم على الوجه، رائعين ومبدعين والله!
لا أحد يحب أن يقف ساعتين ليسمع شرحك عن معلومات قد يعرفها أو لا يعرفها، المهم أنه لن يقف، ولكن أعدّ له بعض الفقرات التفاعلية وسيأتي إليك ليسأل، مثلًا سيحب ان يأتي ليعصر البرتقال في أقل وقت ممكن ضد صديقه ليحصل على جائزة، وفي هذه الأثناء سيعرف أن البرتقال عبارة عن قوة اقتصادية وواحدة من أشهر المنتجات الفلسطينية تحديدًا في يافا -أرض البرتقال الحزين- ، سيسأل لماذا وضعتم أشكال البطيخ على هداياكم وما علاقتها بفلسطين؟ ، سيتوجه إلى أصحاب الزي الفلسطيني ويسألهم عن الطعام الذي يقدمونه، سيعرف ان المسخن فلسطيني وبكل تأكيد سيضمن وجود الزعتر والزيتون على طاولة فلسطين.
العجيب، أنه لم يسأل أحد! وإن أردت أن تشرح أو تعرض عليهم معلوماتك تبدأ أمارات الملل ورغبة الهروب تظهر على أجسادهم، أراهم قادمون بأعينهم الفضولية يلتقطون الصور ويتذوقون الأطعمة ثم يرحلون، أحب ذلك جدا ويسعدني الإقبال على مكاني ولكن هناك هدف آخر يتوجب علينا تحقيقه.
وهناك رابط التقييم الذي أكرهه من كل قلبي، رابط التقييم إثبات مهم بجانب التقرير الذي تعده بخصوص النشاط ويعد معيار تنافسي مهم بين الكليات، كلما زاد عدد المستفيدين زادت نقاط الكلية وبالتالي ستحصل على ترتيب أعلى، وهناك كسل منتشر بين جموع الناس حيث أنهم لا يطيقون تحريك أصابعهم على شاشة الهاتف للإجابة على سؤال (ما مدى رضاك؟)، لم أتكاسل ابدًا في تعبئة روابط التقييم المقدمة من قبل زميلاتي، وبعدما أصبحت شخصيّة فعالة ونشيطة عاهدت نفسي بأن لا أتجاهل أي نشاط يقام في الحرم الجامعي وسأسمع كل المعلومات المملة التي سأتلقاها وسأتظاهر بعدم معرفتها أيضًا لأني أعرف جيدًا معنى أن تُفعل نشاطًا وما خلفه من كواليس.
أخيرًا
الكثير لم يقال وأرى أن اخفاؤه أفضل -من حلاوتها التعبير يبخس حقها- ، سعيدة لأني شرحت قصة رمز البطيخ → لأربع طالبات ووجهت أنظارهم لقصة حي الشيخ جراح والتي لا يعرفونها، على الأقل هناك من أدرك أنه لا يعلم شيئًا وعليه أن يبحث عن القصة، ثم أني تعلمت كيف تُرقص الدبكة الفلسطينية وطبقتها بصحبة أرق رفقة، ما يميز هذا النشاط هو وجود مثل هؤلاء الصديقات اللاتي افتخر بوجودهن في حياتي.
أختم تدوينتي لهذا اليوم الرائع بهذه الصورة، أجمل وأصغر زائرة.

اكتشاف المزيد من إيثار نزار

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً